لم أسمع باسم “شلتاق” قبل متابعة مسلسل بيت الطين الشهير الذي بُثَّ علی شاشة قناة السومرية، حيث کان الممثل العراقي خضير أبوالعباس يُمثل دور عريف شلتاق. کنت أظنُّ آنذاك (ربما قبل عشر سنوات) بأن هذا الاسم عراقي لم يتداول في الأهواز وربما الشيء الذي دفعني الى ذلك هو اني لم أسمعه يجري على أفواه الناس في الفلاحية والمناطق المجاورة لها. إلا انني تأکدت أخيرًا ان الاسم لا يزال مسموعًا في شاوور والخفاجیة وتستر ومناطق أخری من الأهواز . کما ألحقوا بهذا الاسم هاء التأنيث واستخدموه کاسم علم مؤنث: “شِلتاقه”. ولا تزال بعض النساء المُسنّات يحملنَّ هذا الاسم في شمال الأهواز. قال أحد الشعراء الأهوازيين في امرأة تُسمى “شلتاقة”:
لزمت السکته وبدردي أون مفرود
ما شفت الفرح لابس هْدوم السود
من شلتاقه تیَّهت الدرب ما عود
خلَّتنی أقبّلها اللجوجیه
لقد بدأت البحث عن معنى شلتاق واصله منذ سنوات، أي قبل التأکد من تداوله في الأهواز، ولکني کنت أفشلُ دائما في تحديد المعنى والأصل. بحثت في الکتب التراثیة العراقیة التي بحوزتي فلم أجد شيئًا، لجأت للمواقع العراقية بأمل العثور على المعنى ولکن لا جدوى. کنت أعلم بان تدنّي المستوى الثقافي هو أهم عامل ساعد في انتشار مثل هذه الأسماء في الأهواز حيث کانوا يطلقونها دون علم ودراية بمعناها اللغوي وأصلها فلو راجعنا أسماء الأجداد لوجدنا العجائب والغرائب.
ذات يوم لفت انتباهي أمر مهم جدًا وهو أن اسم شلتاق يماثل بعض الکلمات الترکية بالوزن، فقد کنت أعرف أن الأوجاق لدى الأتراك هو الموقد (ocak)، والقشلاق هو المشتاة (kışlak) والییلاق هو المصطاف أو المرتع الصيفي (yaylak) والکنداق هو أخمص البندقية (kundak) وإلخ، وهذا قد دفعني إلى البحث والتنقيب في المصادر الترکية. وقد توصلت أخیرًا إلى أن هذا الاسم قد أُخذ من الأتراك في الحقبة العثمانية ویکتب بالترکیة الحدیثة ” (şaltak شلتاق) ” معناه (الصّارخ بشدة، كَثيرُ الصَّخب، شديد الصِّياح والجلبة، ذُو جَلَبَةٍ).
توفيق النصاري
۲۰۲۰/۰۴/۲