المقدمة:
دراسة و قراءة علم النفس لا تخلو من الفائدة، فهذا العلم يساعد الإنسان لمعالجة بعض الأمور والحالات النفسية كالإضطراب التي يعاني منها احياناً في حياته اليومية.
ولهذا علماء النفس يوصون جميع أصناف الناس بقراءة والتطلّع ولو في مواضيع بسيطة من هذا العلم الضروري جداً.
لقد جمعت لكم بهذا المقال بعض التعاريف و المعلومات الأساسية في علم النفس.
تعريف علم النفس:
علم و دراسة اكادمية تُطبق على الإنسان و أحياناً على غير الإنسان(الحيوانات والآليات) لكشف و تبيين بعض الحركات و السلوكيات التي يقوم بفعلها الإنسان ارادياً أو غير إرادياً و يتم هذا التطبيق ايضاً على الأفعال ألظاهرية(حركة اليدين، نمو الجسم و ..) و الأفعال ألباطنية و الذاتية(الفكر و الإحساس و..).
علم النفس لم يدرس روح الإنسان فقط كما يظن اغلب الناس، بل يدرس هذا العلم لغة الجسد ايضاً و يقوم بتفسيرها علمياً و بكل التفاصيل..!
تاريخ علم النفس:
هذا الفرع كباقي العلوم الموجودة قد أهتم له الفلاسفة منذ سالف الزمان، فهم سعوا للوصول الى اجوبة بعض السؤالات الفلسفية_النفسية التي كانت تخطر دائماً بذهن الإنسان البدائي: مثلاً لماذا الإنسان يفرح؟! لماذا يحزن؟! قد انشغلوا و سعوا كثيراً حتى كشفوا بعض الأمور و المعلومات المرتبطة بروح و نفس الإنسان.
علم النفس قبل قرن التاسع عشر كان مندمجاً مع الفلسفة، و الفلاسفة الغربيين قبل الميلاد، نظير طاليس، سقراط، فيثاغورث، ارسطو و الخ، قد أشاروا كثيراً لمواضيع فلسفية مختصة و مرتبطة بعلم النفس.
على سبيل المثال، طاليس، حاول دراسة و فهم بعض القضايا كبداية و نهاية الإنسان و من ثم وصل الى معلومة وهي: إن الإنسان عبارة عن عنصرين منفصلين و هما الجسم و الروح..
وأما سقراط، هذا الحكيم العظيم، قد اشترك مع أراء طاليس و قام بتحديثها و تطويرها فكان يرى بأنّ الروح أو النفس البشرية هي جزء من الروح الإلهية، لذا فهي قادرةٌ على مدّ السيطرة الكاملة على الجسم المحسوس والتحكّم بالرغبات والشهوات.
فمن خلال قدمة آراء و نظريات هؤلاء الحكماء و الفلاسفة العظام الذين يعود تاريخهم الى ما قبل الميلاد، نستنتج بأن علم النفس له قدمة تاريخية جداً قديمة و بفضل العلماء و سعيهم قد تطور هذا العلم رويداً رويداً.
من حيث الأهداف و التطبيق ينقسم هذا العلم الى عدة أقسام:
علم النفس الرياضي:
من الاختصاصات في علم النفس التي تدرس العوامل النفسية في الأداء الرياضي من أجل تحسين أداء الرياضي.
علم نفس الحيوان:
هو الدراسة العلميّة والموضوعيّة للسلوك الحيواني، عادةً مع التركيز على السّلوك في ظل الظروف الطبيعيّة، وسلوك المشاهدة كالسمات التكيفيّة التطوريّة.
علم النفس السريري:
علم النفس السريري هو ذلك العلم الذي يدمج بين العلوم والنظريات والمعرفة السريرية بهدف فهم طبيعة القلق والضغوط والاضطرابات أو الأمراض النفسية والخلل الوظيفي الناتج عنها ومحاولة التخفيف من حدّتها والتغلب عليها من خلال الفحص والتشخيص والعلاج.
علم النفس الاجتماعي:
علم النفس الاجتماعي هو فرع من فروع علم النفس يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، كالاستجابة للمثيرات الاجتماعية، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة، وبمعنى آخر فإن علم النفس الاجتماعي عبارة عن الدراسة العلمية للإنسان ككائن اجتماعي.
علم النفس التربوي:
علم النفس التربوي هو فرع نظري وتطبيقي من فروع علم النفس يهتم أساسا بالدراسات النظرية والإجراءات التطبيقية لمبادئ علم النفس في مجال الدراسة وتربية النشئ وتنمية إمكاناتهم وشخصياتهم ويركز بصفة خاصة على عمليتي التعلم والتعليم والتدريب والأسس النفسية لعمل المدرس.
علم النفس الإرشادي:
علم النفس الإرشادي هو أحد فروع علم النفس الذي يعنى بالجانب التطبيقي، حيث يهتم بمساعدة الأفراد على معالجة مشكلاتهم أو الوقاية من بعض المشكلات المتوقعة، أو تنمية مهارات أساسية حياتية لهم.
علم النفس الأسري/العائلي:
احد فروع علم النفس، يساعد الأسر و العوائل لحل المشاكل النفسية التي تسيطر على افراد العائلة.
في عصر الذهبي الإسلامي و بداية النهضة العلمية في الاسلام قد اهتم علماء الاسلام كثيراً بتطوير و ارتقاء علم النفس.
اليكم بعض أسماء العلماء المسلمين و مؤلفاتهم المرتبطة مع علم النفس:
الفارابي؛ تحصيل السعادة ، رسالة في معاني العقل
ابن سينا؛ درس افكار افلاطون و ارسطو في علم النفس و اعادة صياغتها بما يناسب فكر الإسلامي
و مؤلفاته المرتبطه مع علم النفس؛ الكتاب: رسالة في معرفة النفس الناطقة وأحوالها
الغزالي؛ كيمياء السعادة، مناهج العارفين
لم يقم هؤلاء النوابغ فقط بإبراز آراءهم بل قاموا بتحديث و اصلاح بعض الآراء و النظريات الفلسفية_النفسية التي طرحها فلاسفة الغرب ما قبل و بعد الميلاد.
وعلى سبيل المثال، هذه المسألة، من الأهم الوراثة(ألطبيعة) أم المحيط (التربية)؟!
هذا الموضوع من أكثر المواضيع ذات اهمية في بحث علم النفس بحيث اغلب الكتب العلمية و الآکادیمیة المرتبطة بهذا العلم، تشير الى هذا الموضوع دائماً.
هذا البحث قد قسم العلماء لقسمين منهم من يعتقد ان ألطبيعة هي ألتي تربي الإنسان و يعتقد القسم الثاني بأن التربية هي من تشكل و تبني خُلقيات الإنسان..
بداية قرن السابع عشر طرح جان لوك نظريته العالمية و العروفة تحت عنوان (ألطبيعة تربي الإنسان). يعقد جان لوك بإن عقل و ذهن الإنسان فارغ يشبه لوحة أو صفحة بيضاء خالية من أي شيء و الطبيعة و النظام البيئي الذي يعيش فيه الإنسان هو الذي يجعل هذه الصفحة البيضاء مكتظة بالتجارب.
اما في قرن العشرين تم ترويج نظريات جدد نافية و رافضة لنظرية جان لوك، فمستفتين هذه النظريات خلاف الإنجليزي جان لوك يعتقدون بأن التربية هي الأهم بتنمية العقل و شخصية الإنسان. فمن خلال التربية تستطع أن تربي الطفل على أنوع الشخصيات. بعبارة اخرى بإمكانك أن تربيه كما تريد أنت و ليست الطبيعة.
هنالك علماء و نظريات اخرى ترفض التطرف لكل من التربية أو الطبيعة و يعتقدون ان شخصية الإنسان تنمو بتعاون كل من الطرفين و الجهتين(الطبيعة و التربية).
المصادر:
١علم النفس الفلسفي عن منظور اسلامي للدكتور صبري محمد خليل ص٤٥
٢مبادي الفلسفة و علم النفس دكتور خليل ابراهيم صفحه ٨٩٩٠
٣كتاب علم النفس الإجتماعي للدكتور جودت بني جابر ٤مقالة اهداف علم النفس، للأستاذ حيدر كاظم طارق، جامعة بابل، عام ٢٠١٦